عاجل
السبت 22 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ننشر نص كلمة وزير الداخلية خلال مشاركته في أعمال الدورة 42 للداخلية العرب بتونس

ألقى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بكلمة خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ42 للداخلية العرب المنعقدة بالجمهورية التونسية. 



 

وجاءت نص كلمة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية كالتالي: 

 

معالى السيد / خالد النورى

وزير داخلية الجمهورية التونسية

صاحب السمو الملكى/ الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف

وزير داخلية المملكة العربية السعودية / الرئيس الفخرى لمجلس وزراء الداخلية العرب

معالى الشيخ / عبدالله على عبدالله الصباح

وزير الدفاع بدولة الكويت

رئيس الدورة الثانية والأربعين للمجلس

معالى الدكتور / محمد بن على كومان

أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب

السادة الحضور

يشرفنى فى مستهل كلمتى .. أن أنقل لحضراتكم تحيات فخامة 

الرئيس/ عبد الفتاح السيسي .. رئيس جمهورية مصر العربية .. وتمنيات سيادته لمجلسكم الموقر بالتوفيق فى تحقيق أهدافه والسداد لإنجاز المهام المتعاظمة الملقاة على عاتقه .. كما أود أن أتوجه ببالغ الشكر وعظيم التقدير .. لفخامة الرئيس/ قيس سعيد ، وللحكومة والشعب التونسى الشقيق .. على حفاوة الاستقبال .. راجياً لمسيرة الجمهورية التونسية المزيد من التقدم والتنمية.

أصحاب السمو والمعالى .. السيدات والسادة:

يأتى اجتماعنا اليوم .. وسط تحديات متسارعة يواجهها عالمنا العربى ومحيطنا الإقليمى فى ظل تصاعد حدة الصراعات والتوترات التي تلقى بظلالها السلبية على أمن واستقرار المنطقة بما يستلزم مواصلة تعزيز التعاون الأمنى وتطوير آفاق التكامل العربى وتوحيد المواقف والرؤى وتكريس الجهود المشتركة لتحقيق الاستباق الأمنى وترسيخ واقع آمن لبلادنا.

وفى هذا الإطار تؤكد مصر رفضها لأى طرح يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو يدعو لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التاريخية وتحذر من تداعيات تلك الأفكار وإنعكاسها على أسس أمن واستقرار المنطقة.

وانطلاقا من موقفها الثابت الداعم للاستقرار العربى والإقليمى ترتكز ثوابت السياسة المصرية على الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية ومجابهة أية مخططات من شأنها المساس بسيادتها وسلامة أراضيها  أو التدخل فى شؤونها الداخلية وفقاً لثوابت ومقتضيات المواثيق العربية والدولية.

السادة الحضور:

لا تزال آفة الإرهاب فى مقدمة التحديات التي تواجه بلادنا .. فى ظل استمرار محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال تراجع الأوضاع الأمنية بالمنطقة فى استعادة قدراتها وإعادة تمركزها واتخاذها لمناطق الصراعات منطلقا لأنشطتها ، كذا تطويع التقنيات الحديثة لنشر الفكر المتطرف وتكوين بؤر إرهابية جديدة ودفعها لتنفيذ أعمال عنف وتخريب بأسلوب ما يسمى بـ "الذئاب المنفردة" بالتوازى مع الاستمرار فى مخططات نشر الفوضى عبر ترويج الشائعات واستقطاب الشباب ودفعهم لاستهداف مقدرات بلادهم ، وهو ما يتطلب مواصلة تعزيز منظومة التعاون الأمنى العربى على المستوى الثنائى والمتعدد عبر آليات مجلسنا الموقر تحقيقاً للرصد الاستباقى لمستجدات حركة وأنماط تلك التنظيمات وتنسيق الجهود المشتركة لدحرها وتقويض قدراتها وتجفيف منابع تمويلها.

وفى سياق متصل .. تتصاعد مخاطر وتداعيات الجريمة المنظمة عبر الوطنية بصورها المختلفة وتأتى فى مقدمتها المحاولات المستمرة لإغراق دولنا بالمواد المخدرة عبر استحداث أنماط جديدة لتصنيع وتهريب المؤثرات النفسية والمخدرات التخليقية فى محاولة لتجاوز إجراءات المكافحة والتدابير الوقائية فضلاً عن تنامى الأنشطة الإجرامية المتعلقة بتهريب الأسلحة والذخائر والهجرة غير الشرعية وإقترانها بجرائم غسل الأموال المتحصلة عنها.

وإدراكا لأهمية حماية شعوبنا من هذا الخطر الذي لا يقل عن خطر الإرهاب .. تم إنشاء مقراً جديداً لمكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة وتزويده بالتقنيات الحديثة التي تمكنه من مواكبة التطور النوعى لتلك الجرائم واستحداث المركز المصري الدولى للتدريب على مكافحة المخدرات ودعمه بأحدث الإمكانيات والوسائط التدريبية لصقل المهارات وتنمية الخبرات وترحب الوزارة باستضافة المركز لدورات تدريبية مشتركة فى إطار التعاون العربى فى مجال المكافحة.

وفى ظل التطورات والطفرات اللامحدودة .. التي تشهدها تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى تزداد حجم التحديات الأمنية نتيجة لتصاعد وتنوع صور الجريمة الإلكترونية وفى مقدمتها جرائم القرصنة والإبتزاز والاحتيال الإلكترونى وغسل الأموال ونشر الأفكار المتطرفة وتمويل الإرهاب باستخدام العملات الرقمية المشفرة بما يستدعى أهمية التعاون المشترك للتصدى لهذه الظواهر الإجرامية وتنفيذ البرامج التدريبية لصقل المهارات فى هذا المجال.

وفى هذا الإطار .. فقد استحدثت وزارة الداخلية المصرية مركز العمليات الأمنية لبناء منظومة تكنولوجية متكاملة ترتكز على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعى لمواكبة التطور المتسارع للأساليب الإجرامية ودعم عمليات اتخاذ القرار الأمنى وترحب الوزارة بتبادل الخبرات وتنفيذ البرامج التدريبية المشتركة مع الأجهزة النظيرة بالدول العربية الشقيقة 

ولقد أثبتت الحقائق النتائج الإيجابية للتعاون العربى القائم .. فى التصدى لتلك التحديات من خلال تبادل المعلومات والخبرات بين الأجهزة الأمنية المختصة وتعزيز آليات المواجهة الحاسمة للظواهر الإجرامية وتداعياتها السلبية على مجتمعاتنا بما يساهم فى ترسيخ مفهوم الأمن العربى الشامل وتحقيق التفوق والأخذ بزمام المبادأة فى مواجهة الجريمة.

السادة الحضور:

تحرص الوزارة على استكمال خطتها للارتقاء بمعايير حقوق الإنسان وقد أضحت التجربة المصرية فى تطبيق مفهوم العدالة الإصلاحية نموذجاً رائداً وفقاً لأعلى المعايير الدولية بتحويل المؤسسات العقابية إلى مراكز إصلاح وتأهيل وتطبيق برامج متكاملة تستهدف إعادة صياغة شخصية المحكوم عليهم سلوكياً ومهنياً بما يؤهلهم للإندماج بالمجتمع كأفراد صالحين عقب قضاء فترة العقوبة الأمر الذي لاقى إشادة من المنظمات والهيئات الدولية المعنية وترحب الوزارة باستقبال المتخصصين بدولنا العربية الشقيقة للإطلاع على نتائج تلك التجربة وتبادل الخبرات حول السياسات العقابية الحديثة.

وإدراكاً لأهمية التعاون المشترك عبر آليات مجلس وزراء الداخلية العرب .. استضافت الوزارة خلال العام المنقضى المؤتمرين (الثانى والعشرين لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية العربية - والعاشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان بوزارات الداخلية العربية) .. كما قامت بالتعاون مع المكتب العربى للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان التابع للمجلس بتنظيم فعاليات تدريبية وبحثية وورش عمل بمجالى حقوق الإنسان والإعلام الأمنى ومن المقرر مواصلة تطوير تلك الأنشطة خلال العام الحالى لتعظيم الاستفادة منها فضلاً عن استضافة المؤتمر الحادى عشر للمسؤولين عن حقوق الإنسان خلال شهر سبتمبر القادم.

وعلى صعيد تعزيز أطر تقريب الفكر الأمنى العربى .. نظمت الوزارة على مدار العام الماضى (66) دورة تدريبية وورشة عمل بمختلف مجالات العمل الأمنى بمشاركة (625) متدرب من الدول العربية الشقيقة .. كما قدمت (228) منحة دراسية لأشقائنا من الكوادر الشرطية العربية بكليتى الشرطة والدراسات العليا خلال العام الدراسى الحالى فضلاً عن استحداث نظام التعليم عن بعد للدراسة بكلية الدراسات العليا لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الدارسين للاستفادة العلمية.

أصحاب السمو  والمعالى .. السيدات والسادة:

أود فى نهاية كلمتى أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكى الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير داخلية المملكة العربية السعودية الرئيس الفخرى لمجلسنا الموقر على الدعم المتواصل للمجلس والحرص على نجاح دوراته المتعاقبة.

وأتوجه بالتحية لمعالى الشيخ / عبد العزيز بن فيصل آل ثانى وزير الدولة للشؤون الداخلية بدولة قطر للجهود الكبيرة التي بذلها خلال رئاسته للدورة الحادية والأربعون للمجلس .. وأعرب عن خالص تمنياتى لمعالى الشيخ / عبدالله على عبدالله الصباح - وزير الدفاع بدولة الكويت داعياً الله عز وجل أن يوفقه فى رئاسته لدورة المجلس الجديدة، والشكر موصول للأمانة العامة للمجلس والسيد الدكتور / محمد بن على كومان الأمين العام على الجهود الحكيمة فى تطوير وتفعيل أعمال المجلس بما يساهم فى تعزيز التعاون العربى.

وختاماً أسأل الله العلى القدير أن يسدد جهودنا لما فيه خير أمتنا العربية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز